بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
فهذا مختصر مفيد فى فضل سورة الإ خلاص التى أخبر عنها النبى صلى الله عليه وسلم: " أنها تعدل ثلث القرآن "
وسورة المُلْكِ والتى قال عنها رسولنا الكريمصلى الله عليه وسلم :
"سورة المُلكِ هى المانعة والمنجية من عذاب القبر " رواه الترمذى
$$ فضل سورة الإخلاص $$
سورة الإخلاص صفة الرحمن : روى البخارى ومسلم : عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرِيّة وكان يقرأ لأصحابه فى صلاتهم فيختم
بـ { قل هو الله أحد } ، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال : "سلوه لأى شئ يصنع ذلك ؟" فسألوه : فقال:لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم " أخبروه أن الله يحبه "
وقال ابن القيم رحمه الله " سورة الإخلاص متضمنة لتوحيد الإعتقاد والمعرفة ، وما يجب إثباته للرب تعالى من الأحدية المنافية لمطلق الشركة بوجه من الوجوه ، والصمدية المثبتة له جميع صفات الكمال الذى لا يلحقه نقص بوجه من الوجوه ، ونفى الولد والوالد الذى هو من لازم الصمدية وغناه وأحديته ، ونفى الكفؤ المتضمن لنفى التشبيه والتمثيل والتنظير
فتضمنت السورة إثبات كل كمال له ، ونفى كل نقص عنه ، ونفى إثبات شبيه أو مثل له فى كماله ، ونفى مطلق الشريك عنه ، وهذه الأصول هى مجامع التوحيد العلمى الإعتقادى الذى يباين صاحبه جميع فرق الضلال والشرك .
روى البخارى : عن أبي سعيد الخدري رصى الله عنه أن رجلا سمع رجلا يقرأ
{ قل هو الله أحد } يرددها، فلما أًبح جاء الى النبى صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، وكان الرجل يتقألُها
فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " والذى نفسى بيده إنها تعدل ثلث القرآن "
وروى مسلم عن أبى الدرداءرضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :" أيعجز أحدكم أن يقرأ فى ليلة ثلث القرآن "؟..... قالوا : كيف يقرأثلث القرآن ؟قال :قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن .
$$ فضل سورة المُلْكِ $$
روى الترمذى : عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى عليه الصلاة والسلام قال: " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهى سورة تبارك الذى بيده المُلْكِ " وقال حديث حسن وأخرجه أحمد فى مسنده وابن ماجه وابن حبان فى صحيحه وحسنه العلامة الألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع وللحديث روايات أخرى بألفاظ مختلفة سنوردها من صحيح الجامع بأرقامها :
رقم (2092 ) " إن سورة من كتاب الله ما هى إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار وأدخلته الجنة "
رقم (3644) " سورة من القرآن ما هى ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهى تبارك ". وروى الإمام الدرامى فى سننه : عن كعب قال : من قرأ تنزيل السجدة وتباركالذى بيده الملك كتب له سبعون حسنة وحط عنه سبعون سيئة ورفع له بها سبعون درجة ( والظاهر أن هذا من الإسرائليات ) وعنده أيضا: أن خالد بن معدان قال : إن ألم تنزيل تجادل صاحبها فى القبر تقول: اللهم إن كنت من كتابك فشفعنى فيه وإن لم أكن منكتابك فامحنى عنه ، وإنها تكون كالطير تجعل جناحها عليه فيشفع له فتمنعه من عذاب القبر ، وفى تبارك مثله ، فكان خالد لآ يبيت حتى يقرأ بهما .
أخبرنا أبو نعيم ثنا سفيان عن ليث عن أبى الزبير عن جابر قال : كان النبى صلى الله عليه وسلم لاينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك ( إسناده ضعيف فيه علتان :ضعف ليث بن أبى سليم وعنعة أبى الزبير وهو مدلس ) وفيه أيضا عن طاوس قال : فضلتا (أى السجدة والملك ) على كل سورة بستين حسنة
وفيه أيضا : عن عمرو بن مرة قال : سمعت مرة يقول : أنى رجل فى قبره فأتى جانب قبره ، فجعلت سورة من القرآن آية تجادل عنه قال : فنظرنا أنا ومسروق فلم نجد فى القرآن سورة ثلاثون آية إلا تبارك _ فهذه الروايات وغيرها الكثير وإن كان فى بعضها ضعف فى أسانيدها إلا أنها بمجموعها تفيد أن لهذه السورة فضلا كبيرا والله تعالى أعلم .
المصدر : سورة الإخلاص : كتاب تفسير سورة الأخلاص وفضائلها لمحمود
بن الجميل .
سورةبارك { المُلْكِ } :كتاب تفسير سورة تبارك لعبد الرحمن بن ناصر السعدي .