المصدر التشريعي الأول
القرآن الكريم
تمهيد: أنزل الله القرآن الكريم كتاب هدايا و أعجاز ومنارة إيمان وهدى أخرج به الناس من الظلمات الكفر والفسق والإنحلال إلى نور الهدى والحق وطاعة الرحمن .
تضمن القرآن شريعة إلهية كاملة . جمع الله بها شتات العرب وينى دولة الإسلام و مجتمعها
1- تعريف القرآن الكريم: هو اللفظ العربي المعجز المنزل من الله تعالى , على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, يواسطة جبريل عليه السلام وهو المنقول بالواتر, المكتوب في الصحف , التعبد بتلاوته.
2- خصائص القرآن الكريم
أ) ذو لفظ عربي:
فلقد أنزله الله بلغة العرب ليفهموه و يستبيتو منه شريعة الله . ولقد أختار الله هذه اللغة لما
تتمتع به من القدرة على التعبير مهما بلغ من الدقة . وإذا ترجم القرآن إلى لغة ثانية لا
يسمى حينئذاً قرآناً . بل تفسير للقرآن.
ب)معجزة للبشر:
وقد أنزله الله معجزاً للعرب , الذين نزل بلغتهم من الناس إذ لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثل
سورة منه أبداً في أسلوبه وبيانه و إخباره عن الغيب ....إلخ. والقصد الأول من إنزاله
هو الإعجاز إثباتا ً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ج) وحي من الله:
بجمع ألفاظه ومعانيه.
د) منقول بالتواتر:
أستمع الصحابة للقرآن من فم النبي صلى الله عليه وسلم وحفظوه ونقلوه للجيل الذي بعدهم
وهكذا إلى عصرنا وبهذا يتبين أن تواتر القرآن يعني أنه قد نقله جموع المسلمين عن
جموعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم . بحيث قطع بصدق كل طبقة منهم و ضبطها
باستحالة اتفاقهم على الكذب ,فإن نقل شيئ بغير هذا الطريق على أنه قرآن , فإن لا يسمى
قرآناً
هـ)مكتوب في الصحف:
كان الرسول عليه السلام كلما نزل عليه شيئ من القرآن أمر بعض أصحابه بكتابته , وأمر
أبو بكر رضي الله في خلافته بجمع القرآن في صحف خاصة , وأمر عثمان بن عفان في
خلافته بكتابة المصحف جيلا ً عن جيل , وجميعهم يعرفون أن مابين دفتي المصحف هو
القرآن الذي نزله الله.
و) متعبد بتلاوته:
أي إن قراءة القرآن عبادة يتقرب بها المؤمنون إلى الله تعالى . فأجب تلاوته في الصلاة
, قال تعالى : ((إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا ً و علانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم من فضله إنه غفور شكور )).
وقال صلى الله عليه وسلم : ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا ً لأصحابه)).
3-القرآن الكريم هو المصدر التشريعي الأول:
أن شريعة الله تؤخذ من القرآن الكريم ,الذي يتضمن العقائد و العبادات والمعاملات
و الأخلاق .فهو يرسم الخطوط العامة للشريعة .وليست سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
:إلا بيانا ً و تفضيلا ً لما ورد في القرآن الكريم , فأول واجب على العالم الراغب في
معرفة حكم الله في إحدى القضايا أن يرجع إلى القرآن . لأنه المصدر التشريعي الأول.
وكل المصادر الأخرى من سنة و أجماع وقياس تدور في فلكه وتترسم خطاه