اول نوفمبر هذا التاريخ له ظلال و يحمل بين طياته صور لا تعدو لا تحصى لتلاحم شعب من أجل الفوز بإستقلاله . علمتنا الثورة الجزائرية كيف نجتمع على هدف واحد أى كانت مرجعيتنا أو أراءنا، الكل إنصهر الكل فى بوتقة واحدة و هى التخلص من الإستعمار الفرنسى الوحشى. و لنقولها بكل شجاعة، الجزائرين نخبا قيادات و شعب كلهم كانوا متفقين حول الهدف، أما ما وراء الإستقلال لم يكن أحد يفكر فيه أو وضع له أسس تنبنى عليه دولة فتية. و قد دفعنا من دمنا و عرقنا و مالنا و هناءنا ضربية أن نطمح الى شىء دون التهيئة لما بعده. فالإستقلال لم تصونه الأجيال و أما جيل المسؤولين الذين تحملوا مسؤولية تسيير البلد، فعدد لا بأس منهم كان يعمل مع فرنسا الإستعمار و بتهاون بعض المخلصين تسلل الى المناصب الحساسة و عمل على تقويض أسباب الإستقلال، ففى الجزائر 2006 لا زالت لغة الإدارة الجزائرية هى اللغة الفرنسية وورثنا الكثير من قوانين العدو القديم الجديد و برغم تضحيات ملايين من الشهداء، لم يصل بلدنا الى بر الأمان بعد. فى مخيلتى مثل دائما أول نوفمبر 1954 تاريخ العزة و الكرامة، تاريخ خط بالدم و النار و لا يجب أن نكفر بالنعمة، فنحن اليوم و بالمقارنة مع الكثير من الدول العربية و الإسلامية ننعم بحرية قلما يعيها المواطن الجزائرى.