فاطمةٌ تأكل حروف إسمي !!
هي قصتي وبقلمي ومن الواقع !!
هي أشياء خاصة بي , لكنها الآن أصبحت في خبر كان !! يعني صارت ماضياً وشيء من الذكريات !! أتمنى أن يستمتع بها القاريء ولو للحظات !!
لا أعرف من أين أبدأ ؟؟ ولست أدري هل القدر من أتى بفاطمة في طريقي ؟؟ أم أنا الذي سرت في طريق فاطمة دون شعور وإحساس بوجود أُناسٌ من حولي !!!!
في زمن ليس ببعيد درست الثانوية مع الإناث في أريافنا الجميلة , وكنتُ محظوظاً عندما نجوت من قلوب العذارى بأعجوبة , وقررت الصمود من أجل نيل الشهادات العلمية !!!
وعندما توجهت لمواصلة تعليمي وسكنت ببيتنا بمدينة طرابلس , بدأت رحلتي مع أول فاطمة !!. منذ الأيام الأولى التي سكنت فيها هذا البيت بدأت فتاة من الجيران تكرر زياراتها لنا , وشعرت بإهتماها الملحوظ بي !!! وذات يوم سألتها ما اسمك ؟؟ قالت فاطمة !! قُلت يا إلهي هذا أول حرف من حروف إسمي ( وهو الميم ) أكلته فاطمة !!!
وخوفاً على دراستي قررت الهروب إلى مكان آخر !!!
هذه المرة بيت أخي الأكبر مني !! البيت قريب من مكان الدراسة ولحسن الحظ . ولا توجد سوى بعض الأزقة بينهما .
مضت أيام وشهور !! وذات يوم وأنا في طريقي الى المؤسسة العلمية أو التعليمية وأمام أحد البيوت الفارهة !! إذا بفتاة تُسلّم على صديقتها بقُبلات كثيرة وحارة ودون شعور مني قُلت لها ( يكفي كمْلّتيها !!!) ولا أعلم كيف فتحْتُ بهذه الكلمات باباً للمتاعب !! وأنها بداية غرام لفتاة تنتظر فارس أحلامها !! وأكيد لن أكون أنا !! فحبي لمستقبلي العلمي يأتي أولاً !! وذات يوم سألتها ما اسمك يا فتاة ؟؟؟ قالت فاطمة !!
قُلت : يا إلهي !! لقد أكلت الحرف الثاني من إسمي وهو ( الهاء ) !! ولكن لن يضيع مستقبلي !! وعندها قررت مغادرة بيت أخي , وسكنت في مكان الدراسة أي بيوت الطلبة , لأنجو من عيون الفاطمات !!!
وبعد تخرجي رجعت الى بيتنا بالمدينة ولحسن الحظ فقد وجدت فاطمة الأولى قد تزوجت!!! وفكرت في مواصلة دراستي . ولكن بعد أشهر قليلة مرت من أمام بيتنا فتاة تدرس بالسنة الثالثة متوسط , وفي لحظة صمت وبنظرات كالسهام شعرت ُ أنها ستقول شيئاً !! وهي آية في جمالها !! كُل شيء فيها يتحدث إلا الشفاه !!! فقلت سأسئلها ربما تكون خرساء !! فقُلت لها :ما اسمك يا فتاة ؟؟ قالت : فاطمةٌ . قُلت :يا إلهي !! لقد أكلت الحرف الثالث من إسمي وهو (الدال )!! وأصبحت تبحث عني وترافقني كظلي !! فقررت الهروب و السفر لإستكمال تعليمي وتركتها تتعذب بسبب أنانيتي وحبي لمستقبلي العلمي !!
ولم يبق من أحرف إسمي سوى ( الياء ) !! فقلت لنفسي : -- يا سيد مهدي : إن العمرَ محسوب !! وإن العِلمَ مطلوب !! وإن الغرامَ محبوب !! لكن الزمن مكتوب !! فلا تكُن بائساً ومنكوب !! بل كُن طالب عِلم وموهوب !!!!!!!!!!!!!!! والحمد لله أني نجوت ونجحت !!!
لقد كانت فاطمةٌ كالأرَضَةُ تأكل حروف إسمي وكأنها بقايا من الخشب أو أقلام رصاص أو قطع من أوراق الكرتون !!!!
وأنا أقف أمامها في كل مرة كالمجنون !!!
فهل جربتم عِشق العِلم وعِشق النساء كيف يكون ؟؟؟!!!!!