قاتل الاثنين واحد !!!!!

قاتل الاثنين واحد !!!!!

--------------------------------------------------------------------------------
قصتي هذه بقلمي الخاص ومن الواقع :
أيها السادة والسيدات أنا لا أكتب قصة للتسلية وإمتاع القارئ لكي يرد عليها بالشكر والثناء !! بل أكتب كلمات مُرة بطعم الحنظل لتكون عبرة للآخرين !!
بداية القصة : وأنا أتجول في أحدى المنتديات, تعرّفتُ على فتاة وهي طالبة , ولفت نظري حزنها الشديد من خلال رمزها وتوقيعها وكتاباتها,فقلت في نفسي لابد أن هناك سر في حياتها يكمن وراء هذا الحزن ,وربما أستطعت أن أخفف عنها شئ من هذا . وبعد حوار طويل بيننا أصّرت أن تعرف كل ما يدور في مخيلتي ,وأجبرتني على الخروج عن صمتي القاتل !! فبدلاً من أن أعرف مصدر أحزانها ,صارت هي التي تبحث عن إجابات لعدة أسئلة تحيّرها !! توسلت اليّ بعبارة (من يُكِبرُكَ بيوم أعلم منك بسنة ) وقالت : ما فائدة خبرة الأيام إذا لم ترويها لي ؟ فقلت : أمرك سيدتي ! لكن الأمر لايخلو من الألم والحزن والدهشة أحياناً ! قالت:كلي آذان صاغية ! قُلت: أنتِ صغيرة على الهم والحُزن ! قالت:هو زادي وصديقي ورفيقي وأنيسي في وحدتي ! فقلت: إذا إسمعي :
هذا الزمن يا سيدتي , الأخرس فيه سعيد والسعيد فيه أطرش ! والجاهل ينعم فيه بجهله , والغني فيه غني المال , والعارف فيه مهمش,والسيد فيه دكتاتور ,وحرية الكلمة فيه جريمة يعاقب عليها القانون,والمسؤول فيه تحول إلى جلاّد قراراته أصبحت رصاصات,والحي في هذا الزمن يحسد الميت ,والموت رحمة لأصحاب العقول النيّرة والهامات المرتفعة التي تطال السماء وتعانق النجوم,أما الكرامة فقد داسها الموظف بنعله,والصمت أصبح لغة العُقلاء ,والمصلحة صارت لهجة الجُبناء ,والكاتب مات بطعنة من خنجر مسموم أسمه الرقابة ,والكتاب أنتحر فوق الأدراج بعد أن هجره القُرّاء ,والنت أصبح أفيون العصر الحديث ,والكلمة الطيبة صارت سُبة , والصراحة عُملة ناذرة في هذه الأيام !!. فبكت وقالت : كم تمنيت أن تشاركني حزني ! فقلت: يا سيدتي حزن الرجال ليس كحزن النساء !! حزن الرجال كحزن البحر تتفتت على شواطئه الصخور عند مده,ويبتلع أمواجه وجليده ليسد رمقه عند جزره ,ويسعد الملايين بهدوءه ويفزع الآلاف بغضبه, وينام في سكونه وثورته , ولا يحكي أسراره حتى لمن سبر أغواره من الكائنات الحية . فقالت : من تكون ؟ ومن أي البلاد أنت ؟ قلت :أنا شبه مواطن , من هناك ومن هنا , أسكن بعيداً في أحدى الدول المجاورة !! فقالت :كيف يكون هذا ؟ قلت : أنا أنسان ممنوع من الضحك ومن الفرح وحتى من الألم ,لقد سرقوا هويتي وتجاهلوا عروبتي ودمي وديني ورموا بي خارج السجن عندما كان سجني هو قصري ,فلا تسألينني من هم ؟فلن أجيبك . قالت : أحس كأنني أعرفك من زمان!! قلت : ربما كنا شركاء في الحُلم أو في الحزن أو في الألم أو في الغدر!! فهل أنتِ من ضحايا بني البشر ؟ قالت : نعم!! . قلت: ومن ؟ قالت : لن أجيبك !! قلت : يا إلهي ! ما أشبه الليلة بالبارحة ؟؟ هل من المعقول أن يكون قاتلنا نحن الأثنان واحد ؟؟!!!!