السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل أن أجيبك عن سؤالك أخي الكريم .
لنحاول أن نقارن بين أمس بعيد أو حتى قريب وبين يوم نعيشه أكثر بعدا
عن قيم أسرية وددت لو حافظنا عليها .
الأكيد أنك ستسمع أصواتا تبحث عن تبريرات لذاك التباعد حتى لا أقول الإغتراب الأسري
فترانا نحيلها تارة لزمن السرعة وأخرى لمشاغل الحياة .
وكأني بأبائنا وأجدادنا لم تكن لهم مشاغل ؟ إنه العذر الأقبح من ذنب ...
منذ مدة ليست بالبعيدة وخلال سهرة عائلية إنفرادية كان كل منا منهمك مع وسيلته التكنولوجية المتطورة
يبتغي منها تسلية فعمر الأب مع حاسوبه، وزيد الإبن نقاله والأم مع أبطال مسلسلها والفتاة بين كل ذلك
فجأة إنقطع التيار فثارت ثائرة الجميع ولم طال رجوعه إضطر الجميع للكلام مع بعضهم البعض
ليكون أخذ ورد أسفر عن سهرة رائعة سرعان ما فرقتها عودة الكهرباء
هذه الحادثة البسيطة جعلت الجدة تقول ببراءة وصدق : ليت الكهرباء تنقطع ولا تعود أبدا
لأنعم بأولادي وأحفادي !!!
لقد بلغ السيل الزبى أخي الكريم كيف لا والدعوة للأفراح تتم عن طريق الرسائل الإلكترونية
أفراح ما تكاد تبدأ حتى تنتهي ....
قد يكون الأمر تطورا في الوسائل الحياتية ولكنه رجوع فظيع ورهيب للخلف لقيم إنسانية عائلية أصبحت مغيبة تغييبا يكاد
يكون كليا ولما نعلم كما تفضلت أن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع فالنتائج تبدو وخيمة والشرخ أعمق مما نتصور ...
نحن لم نتطور ولم نصنع التطور ، نحن نسقنا وراءه لإنبهارنا بها فتراجعنا للوراء وضيعنا الأهم
روح الأسرة وروح العلاقات الإنسانية التي جعلت أبا لا يعرف صف التمدرس لإبنه
والإبن يصادف أباه مصادفة .
أصلح الله حالنا وبارك الله فيك أخي .