العلامة الألباني غرس بذور دعوته في الشام فنبتت في الجزائر

العلامة الألباني غرس بذور دعوته في الشام فنبتت في الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن بالحق والاه، أما بعد:
فإن الدافع لكتابة هذه الكلمات - التي أسأل الله أن أكون مأجورا فيها - هو حب الشيخ رحمه الله لما كان عليه من اهتمام بدين الله - عز وجل - بدراسة وتدريس الكتاب والسنة ، فاستحق بذلك أن يكون محدث العصر وشيخ الإسلام رحمه الله رحمة واسعة.

مما لا يخفى على عوام المسلمين - فضلا عن طلاب العلم - أن الشيخ - رحمه الله - هو محدث هذا الزمان ، ولست أنا أو أمثالي يبينون منزلة الألباني رحمه الله ، فقد بينها الجبال أمثاله.
قال العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : (( ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر مثل العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني. ))
وسئل عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " ، فسُئل من هو مجدد هذا القرن ؟
فقال رحمه الله: (( الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم )) [ مجلة الأصالة عدد 23 ]
وقال أيضاً : (( لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر )) [ كوكبة من أئمة الهدى ص 227 ].
هذه شهادة شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - لهذا العالم الألباني الرباني.
أما بعد:
أيها الإخوة في الله ، إننا نحن الجزائريون نرى بوضوح في هذه السنوات كثرة تعلق العوام بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ومن أدلة ذلك أنه إذا سألك سائل منهم ونقلت له كلام الشيخ الألباني المفصل في تلك المسألة فرح واقتنع بذلك الكلام.
ولَكَم طبل أهل الأهواء لرؤوسهم في الجرائد والمجلات والإذاعات وغيرها ، الشيء الذي لم تَحظَ به دعوة هذا الإمام المجاهد محمد ناصر الدين الألباني ، ولكن الله أبى إلا أن يظهره على غيره ولو كره المبطلون.
وذلك لأن إخواننا من عوام أهل السنة علموا أنه اشتغل - رحمه الله - بعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأيقنوا أنه من كان حريصا على سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام فلن يضل من اتبعه.
وهذه - والله - بشرى نفرح بها معشر أهل السنة في العالم بأسره وليس في الجزائر فقط.
إذاً..!!
هذا حال العوام مع الشيخ الألباني - رحمه الله - فما هو حال طلبة العلم ؟!
إن أكثر طلبة العلم - بارك الله فيهم - تجدهم شغوفين محبين لعلم الحديث ، لكثرة قراءتهم لكتب الشيخ وتخريجاته وتحقيقاته ، وكذلك اشتغالهم بأشرطته التي تتصدر مكاتبهم ولله الحمد.
وهم يتمنون لو يجدون المرشد والمعلم والموجه إلى الطريق التي سار عليها العلامة الألباني في علم الحديث ، ويقف معهم حتى ينشئوا ويشتد ساعدهم في ذلك ، فلقد كان الشيخ - رحمه الله - كثيرا ما يوصي طلبة علم الحديث أن يتتلمذوا على شيوخ عالمين بهذا الفن.
فمن إخواننا من وفقه الله ووجد ضالته ومبتغاه في قلعة العلم بدماج ، نشطوا في علم الحديث ورأينا من بعضهم ما يولد الهمم في ابتغاء الرحلة.
ومن إخواننا من ينتظر ، نسأل الله أن يفتح على الجميع.
من خلال هذه العبارات أوجه دعوة إلى جميع الإخوة في الله أن نحرص على هذه الفرصة التي وهبنا الله إياها ، ونربط الناس أكثر بتراث هذا العالم الرباني مادمنا نرى أن نفوسهم ارتاحت إليه ، عسى الله أن يجعل في ذلك خيراً ويفتح به فتحاً.
وكلكم يعلم - إن شاء الله - أن من حق العلماء علينا أن نحفظ كرامتهم ونظهر مناقبهم ونكف عن مساوئهم ونحيي تراثهم.
وحيث إنه قد نبتت هذه النبتة الطيبة معشر الإخوان ينبغي علينا أن نسعى جاهدين متعاونين في الحفاظ عليها حتى تكبر وتؤتي ثمرها ويستفيد منها الجميع.
اعلموا أيها الإخوة في الجزائر أن كثيراً من أهل العلم يؤملون فيكم خيراً ويستبشرون لِمَا يسمعون من أخبار تسر في سيركم وسير الدعوة، فلنكن عند حسن ظن الأخيار بنا ، ولنكن من أهل الحزم والعزم والعلم.

أسأل الله أن يوفقنا ونوفي علماءنا حقهم ، وأن نرد للشيخ الألباني - رحمه الله - شيئاً من الجميل الذي بذله لأهل الجزائر ، حيث بفضل الله عرف الناس بجهوده السنة.


رحمه الله رحمة واسعة وغفر له ما قدم وأخر وما أعلن وأسر ، وحشرنا وإياه في زمرة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.
آمين ، والحمد لله رب العالمين