بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
عجائب
سورة الفاتحة
افتتح الله القرآن بسورة الفاتحة ترتيبا لا نزولا وهي السبع المثاني نزلت من فوق سبع فيها كل أحرف العربية إلا سبعة أحرف تنجي من سبعة أبواب للنار وتتألف لفظة الفاتحة من سبعة أحرف .
أسماؤها :
الفاتحة ـ فاتحة الكتاب ـ أم الكتاب ـ أم القرآن ـ السبع المثاني ـ القرآن العظيم ـ سنام القرآن ـ سورة الحمد ـ سورة الكنز ـ سورة الصلاة ـ الشافية ـ سورة الشفاء ـ الأساس ـ أساس القرآن ـ سورة الوافية ـ الكافية ـ سورة الشكر ـ سورة الثناء ـ المناجاة ـ التفويض ـ الدعاء ـ النور ـ سورة السؤال ـ تعليم المسألة ـ الرقية ـ المنجية .
إشاراتها :
ـ { بـسم الله }: إشارة إلى الذات الإلهية .
ـ { الرحمن الرحيم }: إشارة إلى صفة من الصفات الخاصة بالله تعالى .
ـ { الحمـد لله }: إشارة إلى استحباب زيادة الشكر والحمد لله تعالى دائماً وأبداً .
ـ { رب العالمين }: إشارة إلى التوحيد حيث أنه تعالى خالق كل شيء .
ـ { الرحمن الرحيم }: إشارة إلى الصفات من غير تكرار .
ـ { مالك يوم الدين }: إشارة إلى الآخرة والمعاد وإشارة إلى معنى الملك وهو من صفات الجلال .
ـ { إياك نعبد }: إشارة إلى العبادة مع الإخلاص مع الاعتقاد أنه لا يستحق العبادة بحق سواه
ـ { إهدنا الصــراط }: إشارة إلى إكثار الدعاء والالتجاء والسؤال لأن الدعاء مخ العبادة .
ـ { صراط الذين أنعمت عليهم }: إشارة إلى فريقين أحدهما حقت عليه الهداية والآخر حقت عليه الضلالة.
المحاور التي تدور عليها سورة الفاتحة :
تدور سورة الفاتحة حول ثلاث محاور رئيسية مهمة :
المحور الأول : التعريف بالله تعالى وذلك في قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين } . ونتيجة هذا المحور هي أنه إذا عرف الإنسان ربه اتجه إلى عبادته .
بالبداهة لأن البشر إنما خلقوا للعبادة قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } (1) .
المحور الثاني : توجيه العبادة له وحده عز وجل وعدم الالتفات إلى ما سواه وهذا المحور يتمثل في قوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين } .
المحور الثالث : توضيح أن العبادة أشمل من أن تكون مجرد شعائر وتتمثل في قوله تعالى :
{ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } .
عند نزول سورة الفاتحة نزل ثمانون ألف ملك .
قال الغزالي:
إذا كنت ملـتمسا لــرزق و نيل القصد من عبد وحر
وتظفر بالذي ترجو ســريعا وتأمن من مخالفـة وغـدر
ففـاتحة الكتاب فإن فـيـها لِـما أمّـلت سراً أي سر
قال بهاء الدين : معاني القرآن في شيئين :
حفظ آداب العبودية , وتعظيم حق الربوبية , وقد جمعتهما سورة الفاتحة لذا سميت بأم القرآن
ولسان حال الفاتحة يقول كما قال الشاعر :
أنا القرآن والسبع المثــاني وروح الــروح لا روح الأوان
فؤادي عند معلومي مقيـم يشـاهـدكم وعندكم لســاني
فلا تنظر بطرفك نحو جسمي وعُـدَّ عـين النِّـعم بالمــعاني
غُصْ في بحر ذات الـذات تبصرْ عجائب ما تبدَّت للعــيان